وادي الدوم - علاء فرغلى

"الدومة" هي أرض بكر، تحتضنها جروف الصخر وكثبان الرمال، وتكتنفها أحراج النخيل
والأكاشيا. واحة ربانية، تؤتى ماءها من عين فاضة، لا يداً تغرس، أو منجلا يحصد.
يعثر عليها دلیل صحراوي مولع بالسفر يدعی شاهین، قبل نحو مئة وعشرين عاما،
خلال بحثه عن واحة "زوزورة" الأسطورية التي تناقل الشواب والحگاؤون أخبارها،
وتحدثت عنها كتب الرحالة عبر القرون.
يقيم الشاهين واحته، عند منتصف طريق القوافل بين واحات الداخلة وأراضي ليبيا،
ويسميها "الدومة"، ويجلب من يعاونه على بنائها، ويستبقي بعضا من الطيبين الذين
يحلمون بالرضا والسلام وطمأنينة العيش.
لكن هذه الصحراء القاسية برمالها وغرودها وجبالها الوعرة، لا تخفي "الدومة" عن
الأعين المتربصة، والأطماع الأزلية، بل سرعان ما تصير هذه الواحة الصغيرة ملتقى
الجيوش ولصوص وأغوار ومجاهدين. إنجليز وطليان وفاتحين "مهيريين" وإخوان
"سنوسيين" وقبائل مغيرة ومهربين، لكل منهم شعاره ورايته ومطمعه

KWD 6.000