في المدينة المدمرة ٫ تسود القسوة كل شيء. العنف أصبح روتيناً قاتماً ٫
يحاصر الأرواح الحسورة بين أنقاض الحياة التي كانت. لا شيء هنا سوى
الألم ٫ يطارد الأنفاس ويغرق النفوس في بحر من اليأس. كل صرخة
ترتفع هي شهادة على موت أخر ٫ وكل زاوية مظلمة تُخفي خلفها جثة
باردة ٫ كانت يوماً أنساناً يحمل حلماً وأملاً. المتعطشون للدم يسيرون
كالظل ن عيونهم فارغة من الرحمة ٫ يحصدون الأرواح كما لو كانت
مجرد أرقام في حساب قاسٍ. الموت هنا لا يعرف الرحمة ، بل يأتي
ببطء ٫ يمتص الحياة من العيون قبل أن يخطف أخر نبضة من القلب.
المدينة باتت مقبرة مفترحة ، حيث الجدران المتصدعة تحكي قصصاً عن
وجع لانهاية له ٫ وحيث الأمل أضحى ذكرى بعيدة تتلاشى مع كل
قطرة دم تسقط على الأرض الباردة . لا خلاص في هذا الجحيم ٫ فقط دورة
مستمرة من الرعب والموت ٫ حيث تتحطم الإنسانية على صخور القسوة المجرّدة.