إلى أي مدى تصل سهولة فقدان الخصوصية في الوقت الحالي؟
أصبحت العوامل الإلكترونية جزء لا يتجزأ من حياتنا، بل أنه شبه المستحيل التخلي عنها، لأن هذا يشبه ركوب آلة الزمن والعودة للخلف في الوقت. التكنولوجيا الحديثة ليست مجرد عملة ذات وجهين، بل هي أشبه بقطعة نرد لها وجوه عديدة، ومساوئها إن لم تزد عن مميزاتها فهي تساويها.
بشكل أدق نسلط الضوء على برامج التواصل الاجتماعي والتي كانت نقلة نوعية لها تأثير واضح في حياة المحتمع في هذه الأيام، حيث أنها طبقت المعنى الفعلي لعبارة العالم قرية صغيرة. أصبح العالم محصول بين الزوايا الأربع لشاشات هواتفنا المحمولة. والدليل الواضح على هذا: أننا أصبحنا نرى كوارث العالم والحروب وحالات الموت بسهولة بحيث لم نعد نتأثر مع وجود الظواهر الغريبة كما كنا نفعل ذلك قبل عقد من الأن. فهذه الجرائم أصبحت أمر شبه إعتيادي ولا نحتاج للوصول إليا، فهي التي أصبحت تصل إلينا بينما لا نبذل مجهود البحث عنها. أصبحت أخبار العالم كله لا تحتاج إلا لدقائق معدودة حتى تنتشر من الغرب إلى الشرق والعكس. كما أن هذه الحداثة أصبحت ممبر وهمي لقيادة الأشخاص خلف رأي معين.
كذلك في حياتنا الشخصية، أصبحنا نقف أمام نوافذ إلكترونية عريضة تظهر حياتنا بوضوح، حتى وإن كنا لا نقصد ذلك. بات من السهل أن نصل لمعلومات أي شخص من خلال برامج التواصل الاجتماعي: وظيفة، أصدقاء، عائلة، عنوان، أو حتى الأشياء البسيطة كالهوايات!
وفرت لنا التيكنولوجيا الأن فرص سهلة في الظهور إلى العالم والوصول إلى العديد من الأشخاص، كما أنها أصبحت مصدر رزق للبعض، وأيضاً كما قلنا سابقاً، جعلت العالم قريب ومحصور بين يدي مستخدمها، ولكنها في الكفة الأخرى قلصت حاجز الخصوصية بحيث أصبح شبه شفاف.
الأن أصبحت جهات تطوير إستخدام التيكنولوجيا متوفرة وفعالة في مساعدة المستخدم على تطوير مهارته في إستخدامها. ولكن لا نجد حملات التوعية من إستخدام هذه البرامج موجودة، لذلك يفترض بالمستخدم البحث كثيراً عن ذلك ويجب توفير دروس التوعية بكمية أكثر حتى تجعل المستخدم حريص في إستخدامها. كما يُفترض بمستخدم برامج التواصل الاجتماعي أن يكون هو المراقب لذاته وأن يضع حد لإستخدامه، أي أنه لا يأخذ أكثر من حاجته منها فبهذه الطريقة يكون مواجهة للجانب المفيد فقط من برامج التواصل الاجتماعي.