دون جفن من شدة الانتباه - هيفاء هبة

كان يذهب إلى كل مكانٍ حاملًا سكينه الصغيرة، دون أن يعرف أحد ما سرها، فقد كانت بالنسبة له -رغم سمعتها السيئة- خيارًا مفتوحًا، وحبل نجاة

هذا بعد أن اعتاد سرًا أن يربط حبلًا في غرفته، تعلم طريقة إعداد «المشانق» في اليوم نفسه الذي علمته فيه أمه كيف يصنع ربطة عنق!

كان يعلق مشنقة في مِروحته ويستسلم لِعدة ثوانٍ معلقًا في غرفته قبل أن يخُرج سكِينه ويقاتل من أجل الحياة ثم يقطع أخيرًا الحبل واقفًا على قدميه باحثاً عن الهواء بلهفة، كان بعد كل مرة يقُدر حياته أكثر، ويشعر بأنه يعيش «باختياره»

إلى أن جاءت تلك الليلة التي صعد فيها إلى غرفته غاضبًا مغلقًا قفل الباب، بعد شجارٍ مع والدته،

ثم من خوفها عليه خبأت سكينه دون أن يعلم، ظنًا منها أنه سيؤذي نفسه بها..

 

KWD 3.250