هي
المجني عليها، المرأة الواهنة ذات الرحم المنهك التي انهت عقد بكافة شروطه الجامدة. بقرارها الأناني تخرج من علاقة زواج ملئت كأسها فيه بفيض الحب وكأنها تتحدى من يستطيع ملئه سواه! إنها العاقرة التي تخشى رسالة تؤكد انفصالها عن شريك حياتها. خطوةٌ سطحية غيرت مصيرها بعد لقاء جمعها بغريبٍ اقتحم حياتها طالبًا حوار يقلل من تفاقم الأحزان، سايرت الاعترافات التي يسهل تقبلها ومرورها خالية من ندم المتحدث وعتاب المستمع. ولكنها كانت تجهل بأن هذا الحديث سيسفر عن ضياع هويتها المستقلة أو ذوبان روحها بإعادة انبعاثها في عالمٍ لا تفقه به شيء.
هو
الجاني، الرجل التائه، فاقد الشيء بوعي الفقد. في صدمة تخطت جسده ولامست قلبه، يسامر الألم بموال لربما يخفف وجعه على زوجته الراحلة. ظلماته فراغ من دون مسارات، يبدو تائهاً عندما يتجول بحثًا عن ختام مرارته. هو لا يدرك النهاية، لأنه فاقد لما لا يستطيع وصفه. يشعر بأنه لا يستحق شيء لأنه لا يفطن إلا برحيل كل شيء. هل ينبض القلب بعد فقدان الطريق؟ ظلمات جعلت منه مجنوناً ينسج خطة عشوائية لتعويض الكثير مما سُكِب. أنانيةٌ تغفله عن تبعات جرم لتدارك ضرره النفسي!