عفواً يا من تضعون كلّ من هبّ ودبّ يساراً جهة القلب، عفواً يا من جعلتم قلوبكم وكالة من غير بواب. عفواً يا من كنتم كرماء بمنح من خذلوكم فرصتهم الذهبية الثانية لخذلانكم، ويا من كنتم تعتقدون أن الدنيا دوّارة في جميع الأوقات، وأن المسامح كريم في كلّ الأحيان، وأن من يقف بجانبكم يريد مساعدتكم دوماً. ستكتشفون يوماً أنكم مدينون بالشكر لأولئك الذين خذلوكم، لا لشيء سوى لأنهم دفعوكم نحو قوة جديدة لم تكونوا تلتفتون إليها. ستكتشفون أن من خذلوكم لم يخذلوكم فحسب، بل فتحوا أعينكم جيّداً بعد أن أغلقتها قلوبكم. ستكتشفون أن هناك أشخاصاً يصابون بالزهايمر فجأة حين يكون الأمر مرتبطاً بما قدمتموه لهم، ويمتلكون ذاكرة حديدية حين يكون الأمر مرتبطاً بما قدموه لكم. هنا في هذا الكتاب نقدم ثلاثين طريقة للانتقام ممن ظلمكم من دون ترك دليل، الانتقام المختلف تماماً عن الصورة القاتمة والشائعة المرتبطة بهذه الكلمة. هنا نريد تصفية الحسابات بصورة مختلفة، فليس كل تصفية حسابات تعني الانتقام الشنيع، هناك تصفية حسابات تعني العدالة. هنا نتعلم أن هناك من يستحقون أن نضعهم يساراً جهة القلب، وهناك من لا يستحقون سوى أن نمنحهم سواداً جهة القلب.
الكاتب: د. حمد الحمادي